قبل 5 سنوات

دعوة للنهوض ببدائل الإيداع المؤسساتي للأطفال في تماس مع القانون

"بلورة خارطة طريق وطنية للنهوض ببدائل الإيداع المؤسساتي للأطفال في تماس مع القانون أو في وضعية صعبة داخل المؤسسات " من بين ما دعا إليه المشاركون، في ختام اللقاء الوطني حول "بدائل الإيداع المؤسساتي للأطفال في تماس مع القانون"، الذي نظمته رئاسة النيابة العامة بالرباط على مدى يومين بشراكة مع مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.

الخبراء والفاعلون في مجال عدالة الأحداث وحماية الطفولة، المشاركون في هذا اللقاءـ أكدوا كذلك على ضرورة تفعيل هذه البدائل بما يخدم المصلحة الفضلى للطفل، ويصون حقوقه الأساسية، ويضمن عودته إلى كنف أسرته.

وتمخض هذا اللقاء، المنظم في إطار برنامج التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)، عن مجموعة من التوصيات همت كيفية تفادي الاحتجاز أو الإيداع بمؤسسات حماية الطفولة سواء بالنسبة للأطفال المنسوبة إليهم جنح أو جنايات، والأطفال في وضعية صعبة.

وهكذا، أوصى المشاركون، فيما يتعلق بالأطفال في تماس مع القانون، بإشراك المساعدين الاجتماعيين في تطبيق السراح المبكر قبل المحاكمة وبعدها، وذلك في إطار تعزيز المقاربة التصالحية، وجعل الضابطة القضائية أكثر صداقة مع الأطفال وتخويلها صلاحية القيام بمسطرة الصلح، مع الرفع من عدد القضاة الأحداث. كما أكدوا على ضرورة الحرص على ضمان إعادة الطفل إلى أجواء الأسرة مع اعتماد آليات الأسر البديلة، وتوفير الإمكانيات اللازمة لضمان التفعيل الحقيقي لكل الخيارات المتاحة أمام قضاة الأحداث، مع تعزيز الآليات التقليدية للوساطة، وتعزيز قدرات الفاعلين في مجال قضاء الأحداث من أجل فهم أدق لمفهوم المصلحة الفضلى للطفل.

وأبرز الخبراء أهمية تعزيز التجارب الناجحة وتعميمها على مجموع جهات المملكة، وتجويد أداء مراكز حماية الطفولة وتعزيز قدرات العاملين بها، مع ضرورة إخضاع مبدأي الملاذ الأخير والاعتقال لأقل مدة للرقابة القضائية وضرورة تعليل القرارات الصادرة بالإيداع. وفيما يتعلق بالأطفال في وضعية صعبة، أوصى المشاركون، على الخصوص، بتوفير موارد بشرية متخصصة في مجال حماية الطفولة وتأهيلها، وإحداث مراكز إيواء للأطفال في وضعية صعبة وفي وضعية إعاقة في جميع مدن المملكة، وإعداد مدونة لحقوق الطفل تشمل جميع النصوص القانونية المؤطرة لقضايا الطفولة، وتوحيد المخاطب على المستويين الوطني والجهوي، بغية توحيد الرؤية وخطة العمل. كما حث الخبراء على تمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا، نظرا لدورها الأساسي في توفير الرعاية اللازمة للأطفال، واقتراح خطة عمل وطنية لتتبع وضعية الأطفال في مراكز الإيواء، وتوحيد المرجعية التشريعية والمؤسساتية وإشراك الطفل في البرامج التي تخصه، مع تتبع الإجراءات المتخذة في هذا المجال وتقييم نجاعتها.

وسجل المشاركون أهمية تخصيص أيام دراسية للأطفال الموضوعين في السجون مع أمهاتهم وبلورة نصوص قانونية لحمايتهم، وتفعيل النص القانوني المؤطر لوضعية العاملين الاجتماعيين لما لهم من دور في حماية هذه الفئة، وكذا إعداد دليل موحد يشمل جميع تدخلات الفاعلين في القطاع. وشملت التوصيات أيضا القيام بالبحث الاجتماعي في كل القضايا الجنحية التي تهم الأحداث، مع توسيع البنى التحتية لمراكز حماية الطفولة، وتكثيف زيارات لجنة تتبع هذه المراكز.

أخابير - وكالات

لا يوجد حاليا أي تعليقات. كن أول من يشارك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *