قبل 5 سنوات

شبح العطش يهدد ساكنة اقليم شيشاوة

عندما تنعدم الإمكانيات، ويتكالب الفقر والحرمان، تشتد المعاناة، هذا بالضبط هو حال آلاف الأسر بمختلف جماعات اقليم شيشاوة، حتى صار الوضع أكثر قساوة على سكان القرى الذين باتوا بشكل يومي في رحلاتهم للبحث عن الماء، وقطع مسافات طويلة للتزود به على متن عربات مجرورة أو على الدواب ،نتيجة شح الماء ومحدودية مبادرات تزويدهم بهذه المادة الحيوية ،والتي قوبلت بحلول ترقيعية وغير عملية، من الجهات الوصية.

رحلة بحث، تتم تحت أشعة شمس حارقة، مرة أو مرتين أو أحيانا، تتجاوز الثلاثة في الأسبوع لجلب هذه المادة الحيوية، وتمتد على طول العشرات من الكيلومترات ،بعد أن جفت آبارهم وشحت مياهها الجوفية بسبب تعاقب الجفاف الذي تسبب في نضوب العديد من الآبار والعيون وعلى رأسها عين أباينو ،ولم تعد تلبي خزانات المياه المتنقلة حاجياتهم  ،فكيف لأسرة تتكون من 10 أفراد أن تكيفيهم قنينة 20 لتر يوميا لتلبية حاجاتهم اليومية من الماء إلى جانب البهائم والمواشي ؟

وقد ربطت فعاليات محلية تفاقم هذه الازمة بتزايد ظاهرة الحفر العشوائي للآبار واستنزاف الفرشة المائية وتحولها إلى تجارة مربحة بمدينتي شيشاوة وامنتانوت وباقي جماعات الاقليم ،بعد غياب شبه تام لتفعيل صارم للقوانين المنظمة لذلك.

وحذرت فعاليات تشتغل بالقطاع الفلاحي من غياب سياسة مائية واضحة باقليم شيشاوة خصوصا عند الحديث عن فاكهة الدلاح الذي صنع له مكانا في السوق الوطني، ويتم تصديره نحو أسواق خارجية، وأضحى منافسا قويا لرواد هذه الفاكهة الصيفية في ربوع المغرب ،في مقابل امتصاص هذه الفاكهة لعروق الفرشة المائية وحرم سكانها من حقهم في الماء الصالح للشرب ،بالرغم مما تشكله هذه الزراعة من أهم الموارد الفلاحية التسويقية بالمنطقة.

وأشارت ذات الفعاليات الجمعوية في حديثها ،أن كيلوغراما واحدا من البطيخ الأحمر، يحتاج ما مُعدّله 95 لترا من الماء ،أي أن ” دلاحة ” واحدة تستهلك من طن إلى طنين من الماء حسب وزنها الذي يفوق أحيانا 20 كيلوغرام ، ما سيعجل من تصنيف اقليم شيشاوة في خانة المناطق المنكوبة ، وأهلها مهددون بالعطش ،ما إن لم تستشعر السلطات المعنية بخطورة الوضع.
سعيد اكويس

لا يوجد حاليا أي تعليقات. كن أول من يشارك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *