قبل 3 سنوات
المظھر الجمالي في الخط المغربي
یعتبر الخط المغربي أحد الرموز المھمة في تشكیل الحضارة المغربیة والأوربیة بطابعھا الجمالي المتعدد، وقد وعى المثقف المغربي جمالیة الخط المغربي وفنیته وأھمیته في النسیج الثقافي والروحي، فبذل الخطاطون كل ما في وسعھم لتشكیلھ في المعمار المغربي بخصائص مغربیة وممیزات محلیة، وعملوا على تحسینھ ووضع أقصى ما يمكن وضعه من جمال وفنیة غالبا ما اتسمت بالمعاییر ذات القیمة العالیة من ضبط وتقیید في سبیل إضفاء الجمالیات المختلفة وتركیب أشكال إبداعیة من مختلف أنواع الخط المغربي الفاتنة.
وبذلك فقد ظلت الخطوط المغربیة تشد إلیھا اھتمام الفئات المثقفة والشعراء والكتاب، وقد بلغ الاھتمام إلى صیاغة أشكال جدیدة تبعا للتطور الحضاري الذي عرفه المغرب في مختلف مراحلھ التاریخیة فدفع بالخطاطین للاستیزاد من الحسن والبھاء والاستبحار في جمالیات الخط في العمران بلغ حدا قیاسیا من البھاء والحسن. وعلى إثر ذلك ظھر الاھتمام بالجانب البصري للخط نتج عنخ اھتمام جدید بالمنحى المظھري للخط، وھو ما تطور إلى تحلیلات جمالیة ونظرات نقدیة اتخذت مظاھر مختلفة في مجال البلاغة والنقد. مع توفر الحس النقدي الكافي لصیاغة رؤى نقدیة جدیدة فسحت المجال للإبداع في الخط المغربي لتظھر أنواع أخرى جدیدةظلت غایة في الإحكام والإتقان والإجادة. فتمیزت ھذه التجربة الخطیة المغربیة بخصائص حملت طبیعة جمالیة وبلاغیة، واتسمت بمظھر فني، لعب الخط العربي خلاله دورا فاعلیا في إنتاج معالم التفنن والجمال في مختلف المعمار المغربي.
ویكون الخط المغربي بذلك قد استجاب لمختلف التحولات الثقافیة والأدبیة والنقدیة طیلة مسیرته بالمغرب، وقد أصبح الشكل البصري أحد مقوماته الأساسیة. إذ تلاحم جماله وأناقته وتشكیلاته بجمال المواد التي ینتج علیھا من خامات وسكة نقدیة وقماش، وأضحى المظھر الخطي صورة ناطقة بالمعاني والدلالات. وقد لعبت الأشكال المتنوعة للحروف المغربیة بغناھا في المیل والدوران والاستقامة دورا أساسیا استرعى أنظار القراء من خلال إبداع أنماط مغایرة استھدفت توظیف البعد الجمالي للدلیل الخطي في استیعاب متكامل للفن وجمالیاته.
د. محمد البندوري
لا يوجد حاليا أي تعليقات. كن أول من يشارك!