قبل 5 سنوات
مؤهلات سياحية هامة تنتظر تثمينها للنهوض بالقطاع السياحي بشيشاوة
لماذا لم يتم إحداث مندوبية للسياحة بإقليم شيشاوة ؟ سؤال بات يفرضه واقع إقليم يزخر بإمكانيات هامة من مواقع أثرية وأخرى طبيعية وثروات حيوانية ونباتية ومائية ، تؤهله ليتبوأ المراتب الأولى على الصعيد الوطني في قطاع من شأنه أن يرفع من مؤشرات الفقر والتنمية بالمنطقة، ليشكل رافعة أساسية لتقوية الحركة الإقتصادية بالمنطقة، ويعزز موقع الإقليم في مجال التنمية، كما سيحقق طفرة نوعية في مجال خلق فرص الشغل لفائدة أبناء المنطقة .
إقليم شيشاوة يتوفر على كل المعطيات الضرورية للإقلاع بمختلف أنواع السياحة ( الجبلية، شبه الصحراوية ، الضيعات ) حيث من شأنه أن يعد قبلة لمهنيي القطاع السياحي الراغبين في الإستمتاع بفضاءات عذراء ذات حمولة ثقافية أصيلة، فالمنطقة الممتدة على طول سلاسل جبال الأطلس الكبير الغربي التي تكسو قممها الثلوج بكثافة خلال فصل الشتاء، تعطي للزائر سحرا نادرا وأجواء فريدة، عندما يوشحها الضباب إلى جانب استقطابها لأعداد هائلة من هواة ومحترفي القنص البري حيث الوحيش والطيور المتنوعة، لتنتهي بسهول منبسطة وضيعات شاسعة، تستقبل ضيوفها بالأريج وعبق زهور الأشجار المثمرة التي تنصهر ونسيم الهواء المنعش والماء والخضرة والظلال الوافرة في لوحة فنية من توقيع أشهر الفنانين .
ويضم الإقليم بين طياته حضارة عريقة، تنصهر فيها الثقافة العربية والأمازيغية والصحراوية من شواهدها القصر المتوكي بجدرانه الطينية المتماسكة كمعلمة شامخة فواحة بعبق التاريخ والحضارة المغربية العريقة تتحدى الزمن، ومعمل السكر الذي يرجع تاريخ تشييده إلى حقبة الدولة السعدية ذاع صيته إلى النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بالإضافة إلى الزوايا والمدارس العلمية العتيقة التي تخرج على أيادي شيوخها علماء أثروا الساحة الدينية للمملكة، كما يصعب الحديث عن مؤهلات إقليم شيشاوة دون الإشارة إلى صناعاته التقليدية المتمثلة في الفخار والخزف وصناعة الحلي والنقش على الأحجار ونسج الزرابي التي تأتي على رأسها الزربية السباعية بألوانها الأصيلة وتشكيلاتها الزخرفية المتميزة وصوفها الخالص التي تبقى الرمز الخالد للإقليم والمشكلة جسر تواصل بين المنطقة والأقاليم الصحراوية ودول الجنوب ،بالرغم من ضعف تسويقها بالنظر إلى قلة الفضاءات التي من شأنها تقريب هذا المنتوج الثراتي من السياح .
وإلى جانب هذه المؤهلات الطبيعية العذراء التي من شأنها أن تجعل من إقليم شيشاوة منطقة استقبال سياحي واعدة ،تفيد معطيات إحصائية أن الطاقة الإيوائية للفنادق غير المصنفة تبلغ 288 سريرا ،بينما يصل عدد الأسرة بدور الضيافة إلى 41 سريرا، وتعمل السلطات الإقليمية بتنسيق مع باقي الشركاء على إحداث قرية سياحية لصناعة الفخار بجماعة امزوضة، وإحداث ثلاث مسارات سياحية.
سعيد اكويس
لا يوجد حاليا أي تعليقات. كن أول من يشارك!