قبل 8 ساعات

ندوة دولية بمدينة الداخلة حول “التكامل بين صحافة الجودة والتربية على وسائل الإعلام”

افتتحت يوم أمس الجمعة بمدينة الداخلة، أشغال ندوة دولية تحت شعار" التكامل بين صحافة الجودة والتربية على وسائل الإعلام"، وذلك بمشاركة خبراء وصحفيين وجامعيين من أكثر من عشرين بلدا تمثل إفريقيا وأوروبا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية.

وتروم هذه الندوة، الممتدة على مدى يومين والمنظمة من طرف اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، إلى استكشاف أوجه التكامل بين صحافة مسؤولة والتربية على وسائل الإعلام، وذلك في سياق يتميز بتحولات عميقة يشهدها المشهد الإعلامي على الصعيد الدولي.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، يونس مجاهد، أن الصحافة تواجه ضغطا مزدوجا يتمثل، من جهة، في التطور التكنولوجي المتسارع، ومن جهة أخرى، في الاستعمال المنحرف لحرية التعبير.
وأضاف أن هذه التحولات غيرت بشكل عميق علاقة الجمهور بالمعلومة، ما أدى إلى بروز ممارسات إعلامية جديدة، تكون أحيانا متناقضة مع المبادئ الأساسية لأخلاقيات الصحافة.
وحذر، في هذا السياق، من انتشار "الأخبار الزائفة"، ومن النزوع نحو الإثارة والاستغلال التجاري للمحتوى الإعلامي، معتبرا أن هذه الانحرافات تضعف الدور المجتمعي للصحافة وتقوض ثقة الجمهور.
كما دعا السيد مجاهد إلى اعتماد معالجة صحفية تقوم على التحقق من المعلومات، مقرونة بتربية نقدية تمكن المواطنين، لاسيما فئة الشباب، من تطوير نظرة واعية تجاه تعقيدات البيئة الإعلامية الحالية.
من جهته، سلط مدير التواصل والعلاقات العامة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع التواصل، مصطفى أمدجار، الضوء على الجهود المؤسسية المبذولة من أجل تكييف قطاع الإعلام مع التحولات الجارية.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على إصلاح الإطار القانوني المنظم للصحافة والنشر، من خلال تحيين النصوص القانونية وتحسين تنظيم الاستخدامات الرقمية الجديدة.
كما شدد السيد أمدجار على إعادة هيكلة نظام الدعم العمومي للصحافة، بهدف جعله رافعة لتنظيم المقاولات الإعلامية ومهنيتها، مع ضمان استقلاليتها التحريرية.
ونبه إلى المخاطر المتزايدة المرتبطة بالاستخدام غير المتحكم فيه للذكاء الاصطناعي في إنتاج وتوزيع المحتويات، مشددا على ضرورة اعتماد حكامة أخلاقية واستباقية لهذه التكنولوجيات.
من جانبه، نوه نائب رئيس مجلس جهة الداخلة - وادي الذهب، مولاي بوتال لمباركي، باحتضان الجهة لهذه الندوة الدولية، في ظرفية يشهد فيها العالم انتشارا غير مسبوق لخطابات الكراهية وللأخبار المضللة.
وأكد أن التكامل بين الصحافة الجيدة والتربية على وسائل الإعلام يشكل حصنا أساسيا لحفظ التماسك الاجتماعي، وتعزيز ثقافة التمييز، وحماية المواطنين من أساليب التضليل والتلاعب.
كما أبرز السيد لمباركي دور الجهات في تعزيز بيئة إعلامية سليمة، مشيدا، في هذا الصدد، بالدينامية المتميزة التي تعرفها جهة الداخلة - وادي الذهب في ما يتعلق بتطوير الصحافة المحلية وجذب وسائل الإعلام الدولية.
ودعا، بهذه المناسبة، إلى جعل التربية على وسائل الإعلام ليست مجرد مادة تكميلية، بل عنصرا أساسيا في التربية على المواطنة، قادرا على إعداد الأجيال الصاعدة للمشاركة المسؤولة في الحياة العامة.
ويتضمن برنامج هذا الندوة عدة محاور رئيسية تركز على مكافحة التضليل في العصر الرقمي، وآليات حكامة المعلومة، والرهانات الأخلاقية التي تطرحها التكنولوجيات الحديثة، وتربية المواطنين على وسائل الإعلام، فضلا عن تأثير الذكاء الاصطناعي على المعالجة الصحفية.
وإلى جانب المغرب، تعرف هذه الندوة مشاركة ممثلين عن عدة بلدان، بينها فلسطين، ومصر، والأردن، والعراق، والسودان، وتونس، وموريتانيا، والسنغال، ونيجيريا، وغينيا، ومالي، وكوت ديفوار، وفرنسا، وإسبانيا، والمملكة المتحدة، والشيلي، والمكسيك والبيرو.
أخابير / و.م.ع

لا يوجد حاليا أي تعليقات. كن أول من يشارك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *