قبل 5 سنوات

مراكش: ندوة دولية حول موضوع الجيل الثالث لحقوق الإنسان

تتواصل بمدينة مراكش أشغال ندوة دولية حول موضوع "الجيل الثالث لحقوق الإنسان في عالم مبهم التوجه"، بمبادرة من مختبر الدراسات الدولية التابع لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض بمراكش، وبشراكة مع مؤسسة "هانس زايدل، حيث تعرف الندوة مشاركة باحثين وخبراء من المغرب ومصر وتونس وموريتانيا والجزائر وسلطنة عمان وجمهورية التشيك وروسيا.

وأشار المشاركون في اليوم الأول من الندوة إلى أن الجيل الثالث، تبلور بشكل جلي مع التحولات والتطورات الكبرى التي شهدها العالم في أعقاب التخلص من متاهات الحرب الباردة، وتنامي الاهتمام بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتزايد الفجوة بين شمال غني وجنوب ما زالت الكثير من أقطاره تعيش على إيقاع الأزمات والإكراهات، مؤدين على أن هذا الموضوع، يرتبط ارتباطا وثيقا بتغير وظائف الدولة، بدءا بالدولة المتدخلة والدولة الراعية، وصولا إلى دولة الحقوق والحريات، التي أصبح خلالها المواطن فاعلا في مأسسة حقوق الإنسان في ظل التوجهات العالمية المعاصرة.

كما أكد المتدخلون على أهمية حق الإنسان في الحصول على المعلومات وتحليلها واستخدامها لحل المشكلات في عصر التكنولوجيا، مشيرين إلى التأثيرات الراهنة لنظام المعلوميات على حياة الفرد، وكيف تستغلها دول الشمال أو الدول المتقدمة لتكريس سيطرتها على دول الجنوب في إطار ما يسمى بالحرب المعلوماتية.

وركز بعض المتدخلين على أهمية الحق في التنمية المستدامة، الذي يضمن نوعية الحياة للأجيال الحاضرة والقادمة، من خلال التطرق إلى مخاطر التلوث، مبرزا سيناريوهات واستراتيجيات المستقبل، والدعوة إلى خلق حوار عالمي بناء لتحقيق عدالة بيئية وتنمية مستدامة حقيقية.

اللقاء العلمي الكبير، تميز بحضور زكرياء خليل، نائب عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، وميلود السفياني ممثل مؤسسة "هانس زايدل" الألمانية، ومحمد الغالي رئيس شعبة القانون بجامعة القاضي عياض بمراكش، وإدريس لكريني مدير مختبر الدراسات الدولية حول تدبير الأزمات.

وتضمنت الندوة في افتتاحها كلمات، ألقاها كل من نائب الدكتور الحسين أعبوشي عميد كلية الحقوق، ويوخان لوبا المنسق الجهوي لمؤسسة هانس سايدل بالمغرب وموريتانيا، والدكتور محمد الغالي رئيس شعبة القانون العام.

 وعقبتها الجلسة العلمية الأولى برئاسة الدكتور عبد الجبار العراش أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بسطات، حيث تضمنت عدة أوراق بحثية، تناول فيها الدكتور محمد البزاز موضوع "الحق في التنمية كحق من حقوق الانسان.. التطور والتحديات"، والدكتورة أنا شيبوتاريف والدكتور فلاديمير شيبوتاريف في مداخلة مشتركة حول "حق الإنسان في الولوج إلى المعلومة في ظل تكنولوجيا المعلومات"، والدكتور المين ولد سيد عمر الشيخ الذي ناقش موضوع "عولمة حقوق الإنسان ومبدأ السيادة الإقليمية"، والدكتور عبد الغفار رشاد محمد القصبي يتطرق الى موضوع "الحق في التنمية المستدامة بين الشمال والجنوب وضرورات الحوار العالمي"، والدكتور عبد الله المتوكل في مداخلة "فلسفة التنمية التنمية المستدامة وحقوق الأجيال القادمة".
وفي الجلسة العلمية الثانية التي ترأسها الدكتور سعيد أغريب أستاذ التعليم العالي بمراكش، تناول مجموعة من القضايا بتناول التشيكي بافل بوريس لموضوع "تطور التفسير في الاتفاقيات الأوروبية لحقوق الإنسان وقضايا السيادة: هل من تنازع للمصالح"، وتناول الباحثان المودن محمد وامال خيدر في مداخلة مشتركة "النزاعات المسلحة وحتمية حماية البيئة: هل من رهانات لحماية البيئة"، ومن تونس يشارك الدكتور محمد الذاوادي أستاذ علم الاجتماع بمداخلة حول الحضارات من منطلق تعدد البراديغمات العالم العربي – الإسلامي والغرب"، وفي الجارة الجزائر يقارب الدكتور خان نور الدين إشكالية "من اجل سلم تنموي في عالم متغير"، وتناول الدكتور محسن الندوي المختص في العلاقات الدولية "الأمن الإنساني وأبعاده في القانون الدولي".
وخلال الفترة المسائية ترأس الدكتور إدريس الكريني مدير مختبر تدبير الأزمات الجلسة الأخيرة من أشغال اليوم الأول، والتي تخللتها مداخلات متنوعة المقاربات، في شخص الدكتور خالد بن عبد الله بن خميس الخميسي، مدير أمانة السر بالمحكمة الابتدائية ببركاء بسلطنة عمان، حول موضوع "دور سلطنة عمان في رعاية البيئة"، وفي مداخلة مشتركة لباحثين: عبد لاوي عبد الإله، خويا عبد الصمد، حسن علاوي، ومصطفى أغفير ستتم معالجة "الحق في الماء وإشكالية التغيرات المناخية بالمغرب"، الدكتور عبد الواحد أولاد مولود "ذوو الإعاقة وحق الوصول إلى المعلومة بالمغرب بين الإقصاء والتمكين" وأخيرا الدكتورة نسرين زردوك "مؤسسة الوسيط آلية لتيسير الولوج إلى المعلومة:التأصيل المرجعي والواقعي".
وفي يومه السبت، اليوم الثاني من أشغال هذه الندوة العلمية الدولية سيترأس الدكتور محسن الأحمادي الجلسة الرابعة، حيث سيقارب الدكتور عبد الجبار عراش مسألة "السياسة الأرومتوسطية بين التوجهات القيمية الحقوقية والمصالح الإستراتيجية"، وستتناول الدكتورة مليكة الزخنيني "السيادة وحقوق الانسان: عسر العلاقة وحدود التوفيق"، فيما سيفكك الروسي ناصر عبد الرحيم نمر العلي "سبل إصلاح وتعزيز نظام اللجان التعاهدية لحقوق الإنسان"، ويتناول الدكتور محمد لكريني أستاذ باحث بجامعة ابن زهر بأكادير "التغيرات المناخية بين محوري الشمال والجنوب".
أما الجلسة الختامية سيترأسها -بحسب البرنامج المعمم لدى جميع الصحافة- محمد البزاز أتاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بمكناس، والتي تستهل مداخلاتها العلمية ب"المراقبة الأمنية المعممة في ظل صناعة الخوف: أي مصير للحريات الفردية؟" للدكتور لؤي عبد الفتاح، الدتور توفيق منصوري"الهجرة غير الشرعية إلى المغرب من التسوية إلى الإدماج"، الباحث عبد الرزاق بلمير "هل تحول العالم من تساؤل وتعايش الحضارات إلى صدامها؟ بحث في المشترك الإنساني حول حوار الثقافات والأديان" وأمينة حميدي بمداخلة لها حول "حماية حقوق الإنسان ومبدأ عدم التدخل".
أخابير

لا يوجد حاليا أي تعليقات. كن أول من يشارك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *