قبل سنتين
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فاعل رئيسي لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للنساء في وضعية صعبة
متشبعة بقيم التضامن والتآزر، ما فتئت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ إطلاقها سنة 2005، تعبئ الوسائل البشرية واللوجستية الضرورية لمساعدة الأشخاص في وضعية صعبة، لاسيما النساء، قصد تحقيق استقلاليتهن المالية، ومن ثمة تحسين أوضاعهن الاجتماعية.
وانطلق هذا الورش الملكي الضخم، الذي يوجد حاليا في مرحلته الثالثة، استنادا على رؤيته "الحكيمة" و"الاستشرافية"، منذئذ، في سلسلة من المشاريع المندمجة، وذات القيمة الاجتماعية العالية والتضامنية، لفائدة الشرائح الهشة من المجتمع، مع إيلاء اهتمام خاص للنساء والأطفال.
ويجسد هذا الاهتمام بالنساء، القناعة الراسخة بالدور الرئيسي الذي تضطلع به المرأة باعتبارها "عماد" الأسرة، ومن ثمة المجتمع برمته، والمسؤولية التي تقع على عاتقها في مجال تربية أبنائها، وكذا المؤهلات الكبيرة والكفاءات المؤكدة التي تتمتع بها، والتي من شأنها تمكينها من المساهمة، إلى جانب الرجل، في بناء مجتمع مزدهر وحداثي، مجتمع مغرب الغد.
ولبلوغ هذا المبتغى، قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار مقاربتها الرامية إلى الاستثمار في العنصر البشري، باعتباره محركا لأي تنمية منشودة، إن على الصعيد الوطني، أو على مستوى عمالة مراكش، بإرساء سلسلة من المشاريع الموجهة للنساء في وضعية صعبة، على غرار الفضاء متعدد الوظائف الموجه للنساء، الذي تم إنجازه في حي الملاح بالمدينة العتيقة لمراكش.
وتمت تهيئة هذا الفضاء، الذي بلغت كلفته الإجمالية 3 ملايين و850 ألف درهم، منها 600 ألف درهم عبارة عن مساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و3 ملايين و250 ألف درهم وفرها صندوق الدعم الإسكاني، على مساحة 325 مترا مربعا في طابقين، ووفق نمط يجمع بين الأصالة والمعاصرة.
ويتكون هذا المركز، الذي يتوفر على كافة الشروط الضرورية للاستقبال والتأطير النموذجي للنساء المستفيدات، من قاعة استقبال، وورشات موجهة للتطريز والخياطة، والحلاقة، والطبخ، وقاعات متعددة التخصصات، وقاعة للعروض، وأخرى للدروس، وقاعة للاستماع، فضلا عن مرافق إدارية.
وأحدثت هذه البنية، التي أوكل تسييرها للمنسقية الجهوية للتعاون الوطني، في إطار برنامج التأهيل الحضري "مراكش المدينة المتجددة"، ويندرج في سياق برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية "دعم الأشخاص في وضعية هشاشة".
وتتمثل مهام المركز، على الخصوص، في توفير فضاء للتكوين موجه للنساء في وضعية صعبة، والتمكين والادماج الاقتصادي للنساء، من خلال حزمة من الخدمات، ممثلة في التكوين في حرف الخياطة التقليدية والعصرية، والتطريز، وفن الطبخ، والحلاقة والتزيين، وكذا محو الأمية والتوعية والتحسيس.
وذكرت مديرة الفضاء متعدد الوظائف الموجه للنساء بحي الملاح، فوزية عدلون، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن هذه البنية، التي شرعت رسميا في أنشطتها في مارس الماضي، تتماشى تماما مع الرؤية الملكية التي تولي عناية خاصة للنساء في وضعية صعبة.
وأبرزت، في هذا السياق، الدور الرئيسي الذي اضطلعت به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لكي يخرج هذا المشروع إلى حيز الوجود، والذي تستفيد منه حاليا 60 امرأة، وهو عدد مرشح للارتفاع في المستقبل.
واستعرضت السيدة عدلون مختلف التكوينات المقدمة للنساء المستفيدات داخل هذا المركز، مبرزة أن هذه البنية توفر، أيضا، النصح والاستشارة والتحسيس للنساء حول العديد من القضايا المتعلقة بالصحة الإنجابية.
أخابير - و.م.ع
لا يوجد حاليا أي تعليقات. كن أول من يشارك!