قبل 4 سنوات
محاكاة الواقع في أعمال المبدعة الواعدة ألاء المهري
تعمل الطفلة المبدعة ألاء المهري على إبراز بعض المفردات التشكيلية وفق تنوعات جمالية للتعبير عما يخالجها، وإظهار موهبتها في مجال فن الرسم الواقعي بشكل يمتح مقوماته من المادة التشكيلية المعاصرة، فتستطيع أن تشكل الفضاء وفق ما تنتجه من عناصر فنية وأشكال جمالية على القماش في مساحات مفتوحة وفي حيز جمالي له أهميته في المنجز التشكيلي المعاصر. فهي تصوغ المادة التشكيلية بنوع من التلقائية والانطباعية أحيانا، وبنوع من الصرامة حينا آخر، ما يمكنها من تدبير الفضاء بنوع من السخاء التشكيلي والانضباط اللوني، ولذلك فهي تتخذ من الطلاء اللوني مادة لتوزيع الأشكال وفق رؤيتها الخاصة ووفق مسلك أقرب إلى الواقعية. فهي تبني الفضاء الناعم لأعمالها التشكيلية باستعمالات تقنية حسنة الوضع والرسم. إذ تضفي على أعمالها صبغة حسية تنبثق من شعورها بالواقع، فتتخذ رسوماتها أشكالا متنوعة من الطبيعة وغيرها بؤرا حية ومشاهد جمالية تلعب فيها القيمة اللونية أدوارا فنية تنم عن عبقريتها في الإنجاز، خاصة وأن أعمالها تشكل وعاء تشكيليا محملا بالدلالات المتنوعة، فهي تروم أبعادا قيمية في الواقع وتشكلها وفق رؤيتها الفنية وتصورها التشكيلي حين تناول المواضيع المختلفة. وهو ما يحيل إلى درجات من الابداع وصنع منجزات تشكيلية حابلة بالمعاني الفنية. وهي بكل ذلك تبين قدرتها التحكمية في المادة التشكيلية وتبرهن عن موهبتها في فن الرسم.
إن مختلف الانجازات التشكيلية التي تعبر بها المبدعة الصغيرة ألاء المهري تستهدف من خلالها تشكل مساحة فنية وفق أشكال جمالية متنوعة مستقاة من الواقع، وهي تدل على اجتهاداتها المتواصلة في التفاعل مع مادتها التشكيلية، إنه سعي بارع إلى تقديم منجز تشكيلي تتوالف فيه المعاني الفنية والرؤى التشكيلية في نطاق طابع تعبيري فني وجمالي. إن كل مقومات التشكيل تتوافر في موادها الفنية، خاصة منها ما تعتمد فيه المهارة وقوة القدرات في الإنجاز وهو ما يؤشر إلى أن هذه الطفلة الموهوبة تعد بمستقبل فني مبهج. خاصة وأن المبدعة الصغيرة تتيح للقراء إمكانيات كثيرة للتفاعل مع منجزها التشكيلي بقدر ما توظفه من إمكانات تشكيلية تثبت حضورها في الساحة التشكيلية الطفولية.
محمد البندوري
لا يوجد حاليا أي تعليقات. كن أول من يشارك!