قبل 5 سنوات

عباس أرحيلة.. ماذا تملك الإنسانية اليوم في مواجهة (كورونا) من أرصدة للتضامن؟

ماذا تملك الإنسانية اليوم في مواجهة (كورونا) من أرصدة للتضامن بين بني البشر؟ هل لديها من القيم ما ينطوي عليه الإسلام من قضايا تتعلق بالتضامن والتكافل بين أبناء البشر؟ فكل من آمن بهذا الدين الخاتم الذي جاء للناس كافة، وصار من المؤمنين به حقّاً؛ أصبح خلية في جسد الأمة ولبِنَة في صرحها؛ كما جاء في الحديثيْن الشريفيْن المشهوريْن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الأول: «مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»، والحديث الثاني: «المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يَشدُّ بعضه بعضاً». ولم يظهر هذا جليّاً في بناء وحدة المجتمعات الإسلاميَّة على التكافل والتراحم بينها، بالصورة التي حدثت بين الأنصار والمهاجرين في تآخيهم واقتسامهم الأموال والممتلكات. ولا تسألني عن مدى حضور هذه القيم ورسوخها بين أفراد المجتمعات الإسلاميّة على امتداد تاريخ الإسلام. فلو تحقَّقت قيمُ التضامن والتكافل والتراحم كما رسم القرآن والحديث معالمَها وحدَّد دقائقها؛ لتغيَّرت أحداث التاريخ وتغيّرت الحدود الجغرافية، وقارب الإسلام (الكافة) في ربوع الأرض. واعذرني أيها القارئ إن وجدتني خارج التاريخ والجغرافية بطرحي للسؤال الآتي: ماذا لو كنا مسلمين حقا، والإنسانية تعيش هذه اللحظة الحرجة في مواجهة نازلة (كورونا)؟ وفاض ما كان بيننا من تراحم وتكافل وتضامن على غير المسلمين؛ فزاد الإقبال على الدين الذي اختاره لخلقه، ﴿ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أفواجاً﴾!!
الدكتور عباس أرحيلة، مفكر وعلامة مهتم بدراسة التراث العربي الإسلامي.

لا يوجد حاليا أي تعليقات. كن أول من يشارك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *