قبل 5 سنوات
صوت الحوت الأزرق المتداول في وسائل التواصل.. حقيقة أم خيال
انتشرت بشكل كبير مقاطع فيديوهات على وسائل التواصل، تحتوي على أصوات غريبة قرب سواحل بليبيا ومصر، نسبت للحوت الأزرق، وهو حوت عملاق، فهل تلك الأصوات حقيقة أم خيال؟
وجوابا على هذا السؤال، ننشر مقالا حول الموضوع، قد يجيب عن هذه الأسئلة.
المقال مأخوذ من موقع "الجزيرة" الإلكتروني لكاتبه الصغير الغربي.
هل تصدر الحيتان أصواتا؟
لا تثير الحيتان الاهتمام من حيث كونها أكبر الثدييات على الأرض فقط بل كذلك لأصواتها التي تصدرها، ووجد العلماء أنه بالإضافة إلى الأصوات البسيطة، فإن العديد من أنواع الحيتان -بما في ذلك الحوت الأزرق (أكبر الثدييات إذ يصل طوله إلى 27 مترا ووزنه 130 طنا) والحوت الأحدب (يصل طوله 12 مترا ووزنه ثلاثين طنا)- تصدر سلسلة من الأصوات في شكل "أغنية".
وتشكل وحدات الأغاني لدى الحيتان عبارات، وسلسلة من العبارات المتشابهة، وأغاني متعددة الأشكال. ويقوم جميع الذكور في كل مجموعة بغناء الأغنية نفسها، التي تتطور مع مرور الوقت. وعندما تختلط مجموعات الحيتان، يمكن أن تنتشر الأغاني.
كيف تبدو أصوات الحيتان؟
اهتم العديد من الدراسات العلمية بأصوات الحيتان وكيفية إصدارها، ومن بينها دراسة علمية لباحثين من جامعة بريس الفرنسية التي حللت أكثر من مليون أغنية لأنواع مختلفة من الحيتان الكبيرة تشمل الحوت الأزرق والحوت الأحدب. وسجلت ستة مكبرات صوت ثابتة تحت الماء أصوات الحوت الأزرق على مدار ست سنوات -من 2010 إلى 2015- في جنوب المحيط الهندي.
وقد لاحظ العلماء خلال الدراسة أن تردد هذه الأصوات انخفض مع الزمن لأسباب قد تعود للتلوث الصوتي أو البيئي أو بسبب تأثير التغيرات المناخية في البحار والمحيطات.
لماذا تغني الحيتان؟
لا يعرف العلماء على وجه الدقة لماذا تغني الحيتان رغم أن الفرضية الأكثر انتشارا هي أنها تفعل ذلك بغرض التزاوج، خاصة أن الغناء لدى بعض الأنواع مثل الحوت الأحدب يقتصر على الذكور فقط، لكنّ علماء آخرين يقترحون أسبابا مختلفة مثل ضبط مناطق النفوذ أو تشكيل تحالفات مع ذكور آخرين خلال موسم التزاوج أو أن تكون شكلا من أشكال تحديد الموقع بالصدى، حيث تستمع الحيتان إلى أصداء أصواتها وأغاني الحيتان الأخرى، كما قد يكون لاكتشاف مواقع الفرائس التي تصطادها.
هل يمكننا سماع أصوات الحيتان؟
يمتد مجال التردد النمطي لدى أغلب الحيتان بما في ذلك الحوت الأزرق والحوت الأحدب بين عشرة وثلاثين هيرتزا، أي أنه يقع عند الحد الأدنى لسمع الإنسان، الذي يتراوح بين عشرين هيرتزا وعشرين كيلوهيرتز، وهذا يعني نظريا أنه بإمكان الإنسان سماع مقاطع من أصوات الحيتان.
لكن صعوبة انتقال الأصوات التي تصدر في أعماق المحيطات إلى الهواء، تجعل من المستحيل للأذن البشرية التقاط هذه الأصوات بالوضوح الذي تبدو عليه في مقاطع الفيديو المنشورة.
هل مقاطع الفيديو حقيقية؟
لا بد من الإشارة إلى أن كثيرا من هذه المقاطع قديمة تعود إلى سنوات عديدة وهي منقولة عن مواقع أجنبية غير موثوقة.
ومن خلال مقارنة الأصوات الواردة في بعض مقاطع الفيديو يتبين أنها مطابقة فعلا لأصوات الحوت الأحدب التي سجلها العلماء بواسطة أجهزة الهيدروفون، لكنها مركبة على مقاطع فيديو لحيتان كبيرة وتوحي بإمكان سماعها مباشرة دون أجهزة، وهو سر الإثارة في هذه المقاطع.
لكن مقاطع أخرى تورد أصواتا مختلفة عن أصوات الحيتان لا يمكن الجزم بصحتها، ونسبت لظاهرة أخرى تدعى "أبواق السماء" خاصة أن بعض ناشري هذه الفيديوهات لم يخف تركيبها. كما تداول الناشطون على مواقع التواصل المقاطع نفسها بأصوات مختلفة، وهو ما يدعو إلى الاعتقاد بأن الأمر من قبيل "زوبعة في الفيسبوك" لا غير.
لا يوجد حاليا أي تعليقات. كن أول من يشارك!