
قبل شهرين
إسدال الستار عن فعاليات المسابقة الرمضانية في تجويد القرآن الكريم بجماعة الأوداية ضواحي مراكش
بقلم ذ.محمد مركاوش
الحمد لله الذي أنزل القرآن نورًا وهدًى، ورفع به من شاء من عباده، وجعله منهجًا للمؤمنين وسبيلاً للمتقين، والصلاة والسلام على خير من جود القرآن ترتيلًا وتدبرًا، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد، فإن من نعم الله العظمى ومننه الكبرى أن هيأ لنا منابر تُعنى بتلاوة كتابه العزيز وتدريس علومه، وتُعنى بالنشء المسلم، ذكورًا وإناثًا، تربطهم بحبل الله المتين، فينشؤون على تقوى من الله ورضوان. وفي هذا السياق المبارك، وتحت إشراف (نادي عثمان بن عفان للقرآن الكريم والتربية والثقافة) ، تجدد اللقاء في روضة القرآن، حيث تعالت الأصوات الندية بآيات الله، وأزهرت القلوب بمحبة الذكر الحكيم، في جو مفعم بالإيمان والخشوع.
إن تنظيم مثل هذه المسابقات المباركة ليس إلا امتدادًا لنهج السلف الصالح في تعاهد القرآن والعناية بحفظه وتحفيظه، وما أحوجنا اليوم إلى مثل هذه المبادرات التي تضيء دروب الناشئة بنور الوحي، فتكون لهم زادًا في مسيرتهم التعليمية والتربوية. وقد كان لهذه المسابقة أثر بليغ في تفعيل أنشطة الحياة المدرسية ، وإثراء الجو التربوي بنفحات قرآنية، كما عززت مكانة التلميذ باعتباره المحور الأساس في العملية التعليمية. إذ ليس الهدف مجرد إتقان الحفظ وحسن التلاوة، بل غرس معاني القرآن في القلوب، حتى يكون منهاج حياة وسراج هداية. وصدق القائل:
وخيرُ جليسٍ لا يُملُّ حديثُهُ *** وتَردادُهُ يَزدادُ فيهِ تَجَمُّلا
وإنه لمن تمام الوفاء وحسن العرفان أن نرفع أسمى عبارات الشكر والتقدير إلى كل من أسهم في إنجاح هذا العرس القرآني، من الدرك الملكي، والقوات المساعدة، والمجلس الجماعي الأوداية في شخص رئيسه السيد ابراهيم لمعيطي، والوقاية المدنية، وقائد قيادة الأوداية والسلطة المحلية، ومندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمراكش، وجمعية آباء وأمهات واولياء التلاميذ في شخص رئيسها السيد عبد الصمد الكيحل وباقي أعضاء الجمعية، إضافة إلى فقهاء المنطقة والمناطق المجاورة وكذا أساتذة مادة التربية الإسلامية العاملين بالمؤسسة وكافة الأطر الإدارية والتربوية داخل القلعة العثمانية..، فقد كان لتكاثف الجهود أثر بالغ في إخراج هذا النشاط في أبهى حلة، وأكمل صورة، فجزى الله الجميع خير الجزاء، وجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
وفي ختام هذا التقرير، لا يسعنا إلا أن نجدد العهد مع كتاب الله، تلاوةً وتدبرًا، ونغرس في الناشئة محبته وتعظيمه، فهو دستور الحياة، ومنبع الحكمة والرشاد. نسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء همومنا، وأن يحفظ أبناءنا على نهج الاستقامة، ويرزقهم حسن التخلق بآداب القرآن، كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). كما نتضرع إلى الله عز وجل بالدعاء لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بأن يحفظه بحفظه، ويؤيده بتأييده، ويكلأه بعينه التي لا تنام، ويمده بالصحة والعافية، ويسدد خطاه لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين، ويجعلها دار أمن وإيمان، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
لا يوجد حاليا أي تعليقات. كن أول من يشارك!