شكل المهرجان الدولي الذي نظمته مملكة الفنون بفضاء المسرح الملكي بمراكش ما بين 18 و20 دجنبر الجاري مساحة فنية وثقافية لتبادل الخبرات والتجارب.
وضمن فعالياته في دورتها الثالثة، وموازاة مع المعرض التشكيلي الدولي؛ تم تنظيم محاضرة ثقافية حول تطور الإبداع التشكيلي في المغرب؛ أدارت أطوارها الفنانة جيهان صوت الحق، وأطرها علميا د. محمد البندوري الذي صبت مداخلته حول عدد من المفاهيم التشكيلية الجديدة، وحول الإبداع، فركز الباحث في أطوار المحاضرة على العلاقة بين التشكيل والإبداع حين قارب الإبداع بالإتيان بالجديد، وحث على أهمية الجانب الثقافي في التشكيل باعتبار أن للثقافة وللمعرفة دور أساسي في تطوير العملية الإبداعية، وفي تحويل المجال التشكيلي من مادة مقننة إلى مادة مفتوحة على عوالم متعددة لتوسيع دائرة الإبداع، وتأسيس مسار جديد يأخذ بعين الاعتبار الرمز والحرف والعلامة ومختلف المفردات الفنية والعناصر التشكيلية، على أن التطور رهين بالإبداع وبالفكرة وبالمجال التقني. ثم انتقد بعض المعالم المستهلكة في الفن الواقعي وبعض الركود والتوجهات التي تسيء إلى الفن الفوتوغرافي، وأعطى بعض البدائل والحلول، وعرّج إلى الأساليب الفنية المستحدثة في نطاق التدبير المحكم لمختلف الاتجاهات والمسالك الفنية والجمالية، وقدم توضيحات بخصوص التقليد والإبداع من خلال بعض النماذج من أوربا وأقصى شرق آسيا وتفاعُل المثقف بإيجاب مع العنصر الإبداعي، وأحسن التخلص بطَرْق المجال التقني في الفن حين انتقد النقاد الذين ينتقدون التشكيل من منظور أدبي أو فلسفي ويتركون الجانب التقني الذي هو أس العملية الإبداعية في التشكيل.

وأسفرت المداخلة عن نقاش مستفيض من طرف الحضور الذي أغنى الأمسية العلمية من خلال حوارات جادة وأسئلة راهنة أجاب عنها المُحاضر.