قبل سنتين

الشامي يدعو إلى إقرار التربية الرقمية في المناهج التعليمية لمحاربة الأخبار الزائفة

دعا رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أحمد رضا الشامي، اليوم الأربعاء بالرباط، إلى إقرار التربية الرقمية في المناهج التعليمية، وإذكاء الحس النقدي لدى مستخدمي الأنترنيت لمحاربة الأخبار الزائفة، ووقف انتشار المعلومات الكاذبة والمضللة.
وأكد السيد الشامي، خلال اللقاء التواصلي الذي خصص لتقديم مخرجات رأي أعدّه المجلس، في إطار الإحالة الذاتية، حول "الأخبار الزائفة: من التضليل الإعلامي إلى المعلومة الموثوقة والمتاحة"، أنه لا بد من تفعيل الحق في الحصول على المعلومات من خلال النشر الاستباقي، إلى جانب تحيينها بشكل منتظم وممنهج، من أجل تجنب "الفجوة" التي يمكن أن تنتج عن غياب المعلومة الصحيحة، وبالتالي نشر أخرى زائفة.
وفي هذا السياق، شدّد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي على ضرورة تأمين الوصول إلى المعلومة الموثوقة، من خلال إقرار إلزامية نشر جميع الوثائق الرسمية العمومية على موقع الإدارة أو المؤسسة المعنية في غضون 24 ساعة من تاريخ إصدارها.
ولفت السيد الشامي إلى ضرورة إحداث بوابة رقمية للتحقق من المعلومات بخصوص الأخبار الرسمية بالمغرب مع ترصيد المبادرات التي تم إطلاقها على مستوى عدد من المؤسسات الإعلامية، داعيا إلى تقديم الدعم المالي لمواقع "التحقق من المعلومات" من خلال صناديق مستقلة لضمان حيادها وتعزيز مصداقيتها.
وأضاف السيد الشامي، أن العمل المشترك على مواجهة الأخبار الزائفة مسؤولية لا تستثني أي فاعل، مبرزا في هذا الإطار ضرورة إثارة انتباه المواطنين من خلال مختلف وسائل الإعلام إلى مخاطر الأخبار الزائفة، مع استهداف الأطفال والمراهقين والمسنين وغير المتعلمين، على وجه التحديد.
من جهته، أكد رئيس اللجنة الدائمة المكلفة بالمجتمع والإعلام بالمجلس، أمين منير العلوي، أنه في ظل الانتشار الكبير للمعلومات وتطور الصحافة الإلكترونية، إلى جانب ظهور فاعلين جدد في وسائل التواصل الاجتماعي، انتشعت ظاهرة الأخبار الزائفة بوتيرة تُعقّد انتشار الأخبار الصحيحة.
وسجّل السيد العلوي أن الصحافة القوية بمصداقيتها مسؤولة بشكل كبير على التصدي لهذه الظاهرة، مشددا على ضرورة التكوين المستمر للصحافيين، إلى جانب تأهيل المواقع الإلكترونية لمواكبة المستجدات التي يشهدها العالم الرقمي.
ومن جانب آخر، لفت السيد العلوي إلى أهمية تنشئة وتربية الأطفال على الثقافة الإعلامية، مؤكدا أن الآباء وأولياء الأمور مسؤولون على ضبط استخدام أطفالهم للوسائل التكنولوجية. وشدد في ذات السياق، على ضرورة توعية الأسر وإذكاء روح المسؤولية لديها.
واعتبر السيد العلوي أن ارتكاز النظام الاقتصادي للعديد من المواقع والوسائط الرقمية على الربح، هو ما يفسر انتشار ظاهرة "البوز" ونشر عدد كبير من المعلومات لرفع عدد المشاهدات، في غياب الدقة أو التحقق من المعلومات.
وعلى مستوى البحث العلمي، دعا السيد العلوي إلى وضع برامج للبحث وتطوير آليات للرصد والتصدي لانتشار الأخبار الزائفة بشراكة مع الدولة والمهنيين والجامعات، بالإضافة إلى تعزيز الانخراط في الجهود الدولية لرصد ومكافحة الأخبار الزائفة من أجل مواكبة التطورات التكنولوجية في هذا المجال.
وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أعد هذا الرأي بناء على خلاصات جلسات استماع نظمها مع مجموعة من الفاعلين والخبراء، إلى جانب نتائج الاستشارة المواطِنة التي أطلقها على منصته الرقمية "أشارك"، والتي بلغ التفاعل معها 75372 تفاعلا، ضمنها 626 إجابة على الاستبيان، الذي أفاد 93 في المائة من المشاركين فيه بأنه سبق لهم أن تلقّوا معلومات مشكوك في مضمونها.
واعتبر أزيد من 70 في المائة من المشاركين أن المعلومة الرسمية والموثوقة تكون إما "صعبة المنال أو ناقصة وغير مُحيّنة"، وشددوا على ضرورة تعزيز الحضور المؤسساتي على الأنترنيت وفي شبكات التواصل الاجتماعي مع التأكيد على إحداث منصات وطنية للتحقق من المعلومة.
أخابير - (و.م.ع)

لا يوجد حاليا أي تعليقات. كن أول من يشارك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *