
قبل 5 سنوات
أحد استشرافات لما بعد عهد (كورونا).. انتشار الإسلام في ربوع الأرض
تحتَ ضغط جائحة (كورونا)، ووقوع العالم فريسة لجبروت (فيروسها)؛ راح الخبراء في مجالات الاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم النفس وغيرهم، يقدمون أفكاراً ورؤىً لما بعد عهد (كورونا)، وهم في بذلك يرسمون توقُّعات، يستشرفون من خلالها ما يُحتمَلُ حدوثُه في مستقبل الأيام.
وكانت أغلب عيون الخبراء والمحللين على أمريكا والصين، ومن ستكون له الغلبة ليستفرد بقيادة العالم! وتوالت أسئلة، منها: أيكون هناك انتقال للسلطة من الغرب إلى الشرق؟ أم سيكون التنافس بينهما حادّاً في حروبهما الاقتصادية؟ أم ستحدث بينهما حروب فعلية؟ أم سيحصل بينهما تعاون دوليّ؟
لكن، أهي الصين وأمريكا من بيديْهما أقدار هذا العالم، ولا يمكن أن تتحرك الشعوب إلا تحت نفوذهما وتوجيهاتهما ومصالحهما؟
تُرَى ماذا ستستفيده الدنيا من أمم، أضاعت القيم الإنسانية والروحية في تجربتها على الأرض؟ ما القيمة المضافة التي يمكن أن يُعتدَّ بها في التجربتيْن الأمريكيّة والصينيّة؟
ماذا استفاد العالم من قيادة أمريكا، ومن ورائها أوروبا؛ إلا أنها جعلت من العالم الإسلامي خاصّة القَصْعةَ التي ظلت تنهب خيراتها، وتوقد نيران الحروب بين شعوبها؟ وأنها صفَّقت لـ(ترمب) بجبن ونذالة يوم وقَّع مع الصهاينة – بأنواعهم - صفقة القرن؟
وماذا سيستفيده العالم في أبعاده الإنسانيَّة والروحيّة والفكريّة من الصِّين التي همُّها الأول والأخير إغراق الأسواق بمنتجاتها، وفتح مجالات الاستهلاك لإهلاك الناس؟
وعلى كل، إذا كان للخبراء توقعاتُهم لما تحمله الأيام مستقبلا؛ من منطلق تخصصاتهم واجتهاداتهم؛ فلا يضيرهم في شيء، ولا يُقلِّل من أهمية استشرافاتهم المستقبلية؛ أن يكون أحد له استشراف لما بعد عهد (كورونا)، يُرَى فيه انتشار الإسلام في ربوع الأرض.
عهد يعود فيه الناس إلى الدِّين الحقِّ الذي ارتضاه الله لعباده؛ لإخراجهم من ظلمات الجهل به إلى نور الإسلام؛ الذي يعطي للوجود البشري معنىً وقيمةً في الحال والمآل.
قد تكون هذه الوجهة عبارة عن أضغاث أحلام! ولا بأس أن تكون لأحدنا توقعاته أيضا في استشراف المستقبل!
على أن زمن (كورونا) جعل الآيات القرآنية تُبثُّ في مواقع من العالم الغربيّ، وتُستحضر فيه أحاديث لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فيما ورد عنه في شأن الوباء عامَّة.
وتُرفع في زمن (كورونا) أصوات المؤذنين في ميادين لم يكن مرخّصاً لها بذلك... وستكون لرمضان المبارك فتوحاته... إن شاء الله تعالى.
الدكتور عباس أرحيلة، مفكر وعلامة مهتم بدراسة التراث العربي الإسلامي
لا يوجد حاليا أي تعليقات. كن أول من يشارك!